Friday, January 27, 2012

مشهد



الصورة من قناة الجزيرة يوم 26 كانون الثاني 2012
على شاشة الجزيرة شيخ عجوز يلبس رداء أبيض و يضع غطاء الرأس التقليدي، و الرجل يشبه بشكل ملفت صورة الشهيد عمر المختار، و في الخلفية على يمين الصورة علم جرذان الناتو بشكل يشابه كاريكاتير ناصر الجعفري "للثورة" بدرجة سريالية. التطابق التام يؤكد بأن هذه الصورة تم صناعتها بشكل مقصود تماما وليست عفوية، خصوصا و ان الرجل يتحدث عن المآسي التي يعاني منها بسبب "كتائب القذافي" كما يقول و هو فعليا يتحدث عن حركة المقاومة الليبية (ح. م. ل.). 


أنا لا أستبعد أن يكون المراسل قد أحضره و ألبسه ووضعه في تلك البقعه و طلب منه أن يقول ما يقوله.. الرجل يتحدث عن المآسي التي يعاني منها الشعب الليبي بسبب حركة المقاومة الليبية (ح. م. ل.)،  و هي الحركة التي ولدت حديثا بعد أن لملم الشعب و الجيش الليبي نفسه ليقارع احتلال الناتو و يحرر الأرض من قواعده و قواته المحلية العميلة على الأرض و هي النسخة طبق الأصل عن قوات حكومة سايغون العميلة بقيادة الرجعي مصطفى عبد الجليل، خطيئة القذافي الكبرى.  نود التذكير هنا بأن الشعوب كانت دوما الى جانب المقاومة، و لم تكن يوما الى جانب قوى العمالة و التبعية، و إن كذبوا و فبركوا الصور... و لكن الحقيقة ستظهر في النهاية. 

كاريكاتير ناصر الجعفري 
الصورة (كما الكاريكاتير) هي تشويه للواقع بطريقة مستفزة، قلب للحقائق لاختراق حتى الوجدان!! و في حقيقة الأمر فإن أحفاد عمر المختار الحقيقيين هم حركة المقاومة الليبية (ح. م. ل.)، و نحن في الوقت الذي ننحني فيه أمام هؤلاء الأبطال، إلا أننا ندرك أن أمامهم معركة طويلة و صعبة لتحرير ليبيا و استعادة كرامتهم الوطنية و القومية بعد أن لوثها عملاء الناتو ومؤيديهم.




كما نعتذر منهم، نحن من انجر خلف كذبة الربيع العربي و لم ينتبه الى ديكورات المسرحية واضحة الملامح، كالعلم المشبوه الذي استخدمه العملاء رمزا لفترة الانتداب و تواجد القوات الأمريكية في ليبيا، كما لم ننتبه الى الحماس الأمريكي و الأوروبي لحقوق الانسان و كرامة الانسان الليبي، كان يجب أن نعرف، نحن شعوب الجنوب أن الرجل الأبيض لم يتخلى بعد عن همجيته ووحشيته، كان يجب أن نتعلم من الهنود الحمر أبسط قوانين الطبيعة!!ـ
الشهيد المجاهد عمر المختار 


نرجو أن تعذرونا، فأدواتهم كثيرة، و هم مدججون بالأموال و الغرف السوداء و العملاء و الشاشات و الأقلام و حتى الرسامين. و منهم رسام ذلك الكاريكاتير و غيره، كرسام الكاريكاتير الشهير في الأردن الذي  الذي نعرف تاريخه جيدا، فقد تم شراؤه بعد أن فتحت له مكتبة الكونغرس و استقبله كبار السياسيين في مركز الإمبريالية، و بعد أن عاد فتحت له شركة للانتاج بالاضافة الى الصفحات الأخيرة في أكبر الصحف و أكثرها توزيعا، و من ثم تم ترويجه و تحويله لأيقونة شعبية تجاوزت حتى الحدود القطرية(بضم القاف و تسكين الطاء) ووصلت القطرية (بفتح القاف و الطاء و أشياء أخرى)، و هو يقوم الآن بالتسويق للمشروع الأمريكي في المنطقة بشكل خبيث، حيث يقف على "الحياد" عند التعاطي مع "التدخل الأجنبي" و يشيطن الأنظمة، خصوصا المقاومة للاحتلال و التي تحمل إرادة الاستقلال.

أعذرونا فقد تم استغفالنا لبعض الوقت، و نتمنى ان تتفهموا بأننا نعيش حالة مزرية في عصر الانحطاط  و تحيطنا بؤر العمالة. نحن لا نتملك الكثير، بل لا نمتلك شيئا سوى البحث عن العقل و العلم و المعرفة و الكرامة الانسانية. وهو ما يهدينا في اخر الطريق، و سيكون كل فرد فينا منارة لمن يحيطه، و نؤكد لكم أيها الأبطال بأن دوائر النور تزداد اتساعا يوما بعد الاخر، و عند الانتصار ستكون الجماهير كلها خلفكم، تحييكم و تنحني من أجلكم و تعاهدكم بالحفاظ على الأمة.

من رسومات ناجي العلي
و نحن عدنا الى بوصلتنا لأن وجداننا يحمل رسومات ناجي العلي و حنظلته، هو أنقذنا، لأن موهبته هي الضمير الحقيقي .. و الفن الحقيقي، و نحمد الله لأن لا أحد من هؤلاء العملاء بربع موهبته. و ننتظر الانتصار كما ننتظرك ناجي العلي تتجسد في موهبة أخرى تحفر في وجدان الأجيال القادمة صور الانتصار، و الفرح و قيم الانسانية النبيلة. 



---
فراس محادين

26 كانون الثاني 2012




No comments: