Sunday, October 23, 2016

في الذاكرة - 4

مساء 26-اكتوبر-1994، اليوم المشؤوم لتوقيع معاهدة وادي عربة

كنت طالبا في المرحلة الثانوية (الصف التاسع)، استطعت الحصول على بخّاخ أسود للكتابة على الجدران، ذهبت في وقت متأخر من ليل ذلك اليوم الى المدرسة، و كتبت على الجدار بجانب البوابة: ممنوع دخول اليهود والكلاب، و رسمت نجمة داوود و فوقها علامة "اكس" للتعبير عن الاحتجاج.


وصلت للمدرسة صباحا في اليوم التالي، ووجدت تجمعا للطلاب و السيارات الغريبة، أحد العمّال يدهن فوق العبارات المكتوبة على الجدار، و المدير يصرخ و يضرب بعصاه التي نعرفها جميعا كل طالب يدخل المدرسة، و هو يشتم الجميع و يرتعد من الخوف.. المفارقة بأنني في ذلك الصباح تحديدا استطعت التملص من تلك العصا، و دخلت المدرسة دون الاعتراف بما فعلت. و هذا كان الخطأ الأكبر، أما الخطيئة فقد كانت العودة الى المدرسة بعد ذلك اليوم ! 

بيروت - 23 اكتوبر 2016

Saturday, October 22, 2016

فِتنة

في ليل مثقل باختفاء الكهرباء من المدينة، مرّ الغريب حاملا حقيبته الدائمة. متعبا، مسرعا، بلا ظلال.

أدرك الغريب بأنه شبح الشوارع الباردة لهذه الليلة.


و فجأة، لمع الضوء على ناصية، ظهر و اختفى النور على وجهه، ظهر ظلّه و رحل.. اقترب الغريب .. اقترب أكثر، شعلة صغيرة تتأرجح بين الوجود و العدم، تكبر مع كل خطوة للغريب نحوها، أضحت نارا تتسلق الهواء من الأرض للسماء، رمى الحقيبة عن ظهره، اقترب أكثر، خلع عنه ملابسه... و احترق

فراس محادين
بيروت، 22/10/2016