Friday, February 22, 2013

محاولة هادئة لفهم تفجيرات دمشق في سياق الأزمة السورية


( مع الاعتذار عن اطالة لا بد منها ..  لايضاح الصورة كاملة) 

تحدث البعض عن  تفجيرات دمشق باعتبارها "رد فعل" على قتل قائد جبهة النصرة في ريف دمشق، هذا الكلام طبعا غير دقيق على الأطلاق، لأن عملية من هذا النوع تحتاج لاسابيع للتحضير، سواء من الناحية اللوجستية (التفخيخ و التجهيز) أو من الناحية الأمنية (تأمين مرور المفخخات الى قلب دمشق و شراء بعض الذمم لبعض المرتشين على الحواجز الأمنية) 

و هذا يستدعي محاولة البحث عن "الدوافع" الحقيقية لهذه العملية، فالجميع يدرك بأن عمليات من هذا النوع لن تغير من الواقع "الميداني"


قراءة في الواقع الميداني: 

منذ بداية الأزمة في سوريا تم تجنيد عشرات الالاف من المرتزقة، منهم  سوريين تم توريطهم بالمال و التجييش الطائفي و معظمهم من عالم التهريب و الجريمة المنظمة، بالاضافة الى من تم جلبهم من افغانستان و ليبيا و تونس و مصر و غزة و الأردن و غيرها من البلدان، بالتنسيق مع مرتزقة البلاك ووتر و الاستخبارات الدولية.... و عمل هؤلاء تحت مسميات متنوعة لفصائل مختلفة استطاعت السيطرة على الكثير من المناطق "الطرفية" التي يضعف فيها تواجد الدولة، في مناطق الريف و مدن الأطراف الملتصقة بالمناطق الحدودية المتاخمة لنقاط التأزيم، مثل أدلب و جسر الشغور و دير الزور شمالا ... و تلكلخ و القصير غربا، و درعا في الجنوب. و استغل هؤلاء طبيعة تلك المناطق لخلق أرضية ملائمة لنشر الفكر التكفيري و التجييش الطائفي، و تحولت تلك المناطق الى أرض عمليات و اسناد تنطلق منها العصابات لمهاجمة المدن و محاولة السيطرة عليها، و نجح هؤلاء بالفعل على السيطرة على مناطق واسعة من حمص و حلب و ريف دمشق و ريف حماة ... و استخدمت تلك العصابات تكتيكات حرب المدن و الأمواج البشرية .. و عملت على ابقاء أرض المعارك داخل المدن مما يجعل تكلفة مواجهتها مرتفع جدا من ناحية الخسائر البشرية و المادية.

في المقابل، استوعب الجيش العربي السوري الصدمة الأولى، و قام بمواجهة تلك العصابات عبر "نسخ" تكتيكاتها، و تحول الجيش الى حركة مقاومة تستخدم تكتيكات حرب العصابات، لمواجهة الارهاب عبر مجموعات صغيرة تقاتل بالاشتباك المباشر، و ذلك لتخفيف حدة الخسائر البشرية و المادية على السواء ... و هنا يجدر التنويه بأن الجيش العربي السوري قدم مثالا في الحرب الأخلاقية و تحمل العبء الأكبر من الخسائر بالرغم من ماكينة البروباغاندا الاعلامية و كل محاولات التشويه

يعرف القاصي و الداني بأن الجيش كان قادرا على تخفيف خسارته البشريه عبر استخدام القوة النارية واسعة النطاق و التي كانت ستؤدي الى مضاعفة الخسائر البشرية بشكل كبير، خصوصا لتركيز المعارك في مناطق يقطنها المدنيين.

الحسم: 

انتصر الجيش العربي السوري في لعبة عض الأصابع، و بدأت المجموعات  الارهابية بالتقهقر ... و لاحت بشائر الحسم العسكري  في ريف دمشق و ريف حلب و ريف حمص (القصير تحديدا) و درعا و كل المفاصل الحساسة على امتداد الدولة السورية، و لا يمكن لأحد انكار حالة التقهقر العسكري لعصابات الناتو (الحر و النصرة) على كل المحاور، و بدأ الجيش بعملية تأمين المناطق المحررة من فلول الارهاب بتعزيز التواجد العسكري فيها ... داريا مثالا و قس على ذلك

الدور القادم للجيش العربي السوري هو الاستمرار في عمليات التطهير الميداني و السيطرة و فرض هيبة الدولة.

التعاون الأهلي مع الجيش يتزايد، خصوصا مع انشاء كتائب الدفاع الوطني و التي تقوم بتأمين المناطق بعد تطهيرها من قبل الجيش ... 

القادم هو فرض قوة القانون و استعادة هيبة الدولة في المناطق التي عاث فيها الارهاب فسادا ... و يجدر التنويه هنا الى ممارسات العصابات الإرهابية التي كانت عاملا حاسما في انتصار الدولة السورية و استقطاب الجماهير للاصطفاف الى جانب الجيش العربي السوري و تسهيل مهمته، خصوصا مع الرفض الشعبي لتواجد المرتزقة في المناطق المأهولة. بل يمكننا القول بأن هرب الأهالي من هذه المناطق سهّل تحرك الجيش .. بالرغم من الثمن المرتفع جدا و الكارثة الانسائية لعشرات الالاف من العائلات المهجرة من منازلها

باختصار: جوهر الانتصار هو صمود ووحدة الجيش العربي السوري العقائدي المدعوم شعبيا، و هو ما يعني صمود الدولة الوطنية السورية.


كلام في السياسة:

يمكن تشخيص الأزمة السورية بأنها نتاج تحالف "قطري-سعودي"، بما يعني ضمنا "تحالف تركي-سعودي" بضوء أخضر "أمريكي-اسرائيلي" .. و تورط هذه الأطراف جميعا في الأزمة السورية ليس بحاجة الى اثبات، و يمكن العودة الى عشرات الدراسات و التقارير حول ذلك

الفشل الذريع لهذه القوى في سوريا أدى الى تصدع هذا التحالف و انعكس ذلك بانقسام "اخواني-سلفي" في كل من تونس و مصر و حتى في داخل سوريا نفسها ، و الاشتباكات العسكرية المسلحة بين فصائل "النصرة" و "الحر" دليل دامغ على ذلك، بالاضافة الى الانقسامات داخل ما يسمى بـ قوى "المعارضة السورية"، و الانشقاقات في كل القوى المتورطة في الحريق السوري... و القادم أعظم !

بالترافق مع تراجع الغرب عن  فكرة اسقاط النظام بالقوة العسكرية و تبني فكرة الحوار التي تحدث عنها النظام من بداية الأزمة، باستثناء ترهات الجزيرة القطرية و العربية السعودية و من لف لفيفهم.

إذن، تحطمت أوهام الكثيرين على بوابات دمشق الصامدة عبر التاريخ، حيث اعتقد بندر بن سلطان و أردوغان و الحمدين في قطر بقدرتهم على ازاحة اللاعب السوري من المنطقة، بعدما تشاطر هؤلاء الكعكة في مصر و تونس و ليبيا.

سيبحث كل من هؤلاء عن دور جديد في المعادلة الاقليمية القادمة، و برأيي ..  سيحصلون جميعا على الخيبة و الهزيمة فقط !

و على كل الأحوال ... هم مجرد أدوات و عبيد لأسيادهم في البيت الأبيض .. ما يحدث هو نتيجة وهم "أمريكي-صهيوني" بازاحة الصخرة السورية من المعادلة، في محاولة يائسة للخروج من الأزمة الكبرى و حالة الافلاس التي يعاني منها مركز الامبريالية ... الافلاس الاقتصادي و العسكري .. و حتى الاخلاقي ... و لا يمكننا مقاربة "الربيع العربي" خارج هذا السياق. 

عنوان "اعتراضي" .. ربيع عربي؟

ما سبق يدفعنا لمحاولة تشخيص "الربيع العربي" برمته، و هو برأيي ناتج عن أزمة المجمع الصناعي الحربي الأمريكي و شركات النفط و الغاز العابرة للقارات و المهددة من صعود تحالف "البريكس"  في الساحة الدولية، ما يعني تراجع النفوذ الاقتصادي و العسكري للمركز الامبريالي، و حرمانه  من صفقات بيع الأسلحة و صفقات النفط و الغاز، و  تراجع فرص الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالغرب. 

و لهذا كان لا بد من حرب "استباقية" ناعمة في قلب العالم "العربي" بعد فشل الحروب الاستباقية الخشنة في العراق و افغانستان ... و الحرب الناعمة هنا تعني خلق ما يسمى بـ "شرق أوسط جديد" غارق في الفوضى بكل أشكالها، حيث يتم تحطيم الدول المركزية، بما يضمن عدم توجه أي من تلك للدول للبحث عن مصالحها بعيدا عن الهيمنة الأمريكية ... و بهذا يمكننا فهم التواطؤ الأمريكي مع "الربيع" في دولة مثل مصر، و احتواء كل قوى التأزيم فيها ... سواء الاخوان و الكثير من معارضيهم ! 

و بهذا السياق أيضا يمكننا فهم التورط الأمريكي في الأزمة السورية، و دعم المعارضة المسلحة بشكل مباشر ... و منع مجلس الأمن حتى من اصدار بيان يندد بتفجيرات دمشق الأخيرة! 

و بهذه الطريقة أيضا يمكننا فهم المحاولة الأمريكية بفرض معاذ الخطيب (الموظف في شركة شيل) على الدولة السورية، لخلق خواصر رخوة داخل الدولة السورية نفسها... معاذ و غيره طبعا.

صمود الدولة السورية، و صمود الجيش العربي السوري و تقدمه ميدانيا هو ما استدعى  خلق "مشهد" يخلط الاوراق و يضغط على الدولة السورية للقبول "ببعض" الشروط الأمريكية في التسوية القادمة، و في هذا السياق يمكننا الحديث عن تفجيرات دمشق.

عود على بدء ... تفجيرات دمشق:

كما ذكرت في بداية المقال، هذا النوع من العمليات لا يؤثر في المعادلة الميدانية، و يجدر التنويه هنا الى "التطابق التام" في تصريحات ما يسمى بـ "المعارضة السورية" على الفضائيات العربية و الدولية مباشرة بعد عملية التفجير، حيث سمعنا على لسان متحدثين من "هيئة التنسيق" و "الائتلاف" عن ضرورة رحيل بشار الأسد، في وقت كانت فيه سيارات الاسعاف ما تزال تنقل الشهداء و المصابين المدنيين من الأطفال و الشيوخ و النساء و الرجال ولم تجف الدماء بعد، في حملة "مسبقة الصنع" و مشهد يثير التقزز ... و يؤكد بأن هؤلاء لا يحملون أدنى قدر من الاحساس الوطني ... أو الانساني .. كما يؤكد بأن هؤلاء لا يعملون بأجندة سورية، و تطابق "خطابهم" و "مشروعهم" مع "الخطاب و المشروع" الأمريكي ليس من قبيل الصدفة! 

اذن، نحن نتحدث عن عملية ابتزاز المطلوب منها اضعاف معنويات القيادة السياسة و العسكرية، بالاضافة الى خلق "مشهد اعلامي" يعكس ضعف سيطرة النظام على الأرض، ما يؤدي الى اضعاف القاعدة الشعبية للنظام، و ذلك لاجبار سوريا للخضوع للشروط الأمريكية 

هل يذكرنا ذلك بالمشهد الاعلامي الذي تلا القصف الصهيوني لمركز البحوث في ريف دمشق ؟ 

الرد: 

استمرار الجيش العربي السوري في عمليات التطهير من الارهاب هو الرد الأكبر على هذه التفجيرات، و صمود الدولة الوطنية السورية على ثوابتها و صمود الشعب السوري خلف هذه الثوابت هو عامل الانتصار الأهم. 

و هنا يجب التأكيد بأن من يدعم الدولة الوطنية السورية هو في الحقيقة من يقف الى جانب الشعب السوري، و ما يحدث هذه الأيام يكشف أكاذيب من أدعى وقوفه الى "جانب" الشعب السوري .. و هو في الحقيقة يطعنه في الظهر كل يوم !

و في الختام، كل التحية لصمود الشعب السوري القابض على الجمر .. كل التحية للجيش العربي السوري البطل .. و كل التحية للقيادة السورية الشجاعة و على رأسها الدكتور بشار الأسد  الذي فجر فقاعة "الربيع" ... لإنقاذ ليس سوريا وحدها ... و إنما البشرية برمتها

الرحمة لشهدائنا
 دائما و أبدا .. تحيا سوريا

فراس محادين
22 شباط 2013


Wednesday, February 13, 2013

Wake-up Call

It's good to dream.. But in the end... You have to wake up.. 
Otherwise, you are dead!

Firas Mahadin
February, 12, 2013

عامان على الميدان



فيلم وثائقي (25 دقيقة) بعنوان: عامان على الميدان 

من انتاج الميادين (2013)
تصوير و اخراج: فراس موفق محادين
مونتاج: كريستيان كونجيان

ميدان التحرير ... بعد عامين من انتفاضة 25 يناير 2011

Please select 480p for the best available quality

القسم الأول:



القسم الثاني: 

Friday, February 08, 2013

إما الثورة .. أو التلاشي

الثورة تبدأ بالوعي ... و الوعي لا ينتقل بالعدوى أما الجهل، يمكن وصفه بالفايروس .. ينتقل بالعدوى في المقابل ... و بسرعة .. ثورة مضادة تنتشر في جسد الأمة الوعي، و هو المضاد الحيوي ... بحاجة للعلم و العقل لصناعته و زراعته في النفوس لاستنهاض المناعة الكامنة .. و هذا تعريف مجرد لمفهوم الثورة الثورة لا تنتقل بظاهرة الرنين ... الثورة عبارة عن تفاعل داخلي، انعتاق انفجاري للطاقة الكامنة في جسد الأمة، طاقة تتجلي في كل مستويات الوعي، في خط كوني ممتد من الثقافة اليومية و الشعبية ... يصل للبنى الأكثر عمقا، بأشكال أقرب للتجريد .. في الرمز الثورة ... الوعي ... تبدأ بالمقاومة ... و لا تنتهى .. فهي طاقة أبدية بعمر الكون و الخروج عن ناموس الكون ... هو التلاشي

Wednesday, February 06, 2013

ابتسامة .. للموت

ثورة لظل هارب، من تصويري
Nikon f65, 28-80mm lens
جدرانه الأربعة تتقدم ... ككابوس ... تطبق عليه ببطء شديد


تهرب حبات الهواء ... لتحل الرطوبة مكانها ...  لا مهرب ... الفراغ يصغر ...



هو يدرك بأن قدره قادم لا محالة


اللحظات الأصعب... هي ما قبل  الانعتاق ...  هكذا فكر ... هل ابتسم؟ 



و انتهت الحكاية







فراس محادين
بيروت في 6 شباط 2013

Friday, February 01, 2013