Thursday, January 10, 2013

حول تجربتي في فيلم: عالباب

مشاركتي في ورشة سينما الشباب على موقع عين على السينما و الذي يديره الاستاذ أمير العمري، (يمكن قراءة المقال على الرابط الأصلي بالضغط هنا)

السيناريو:
خلال الدراسة في أكاديمية رأفت الميهي للسينما، كان المطلوب مني كتابة سيناريو فيلم قصير يعتمد على وحدة المكان (one location)، كما يعتمد على عدد محدود من الممثلين (3 – 4)، و لهذا كنت ابحث عن قصص تلائم هذه المعطيات، كما تلامس في نفس الوقت جانبا شخصيا يحفزني على التعبير عنه.


القصة الأصلية:
و لأني مهتم بشكل خاص بالقصة القصيرة (و هي برأيي الفن الأقرب للسينما)، بدأت عملية البحث، و قمت بتحضير عدة "معالجات" لأفلام قصيرة مبنيه على قصص قصيرة بالتشاور مع استاذتي (جيهان الأعسر)، و تم الاتفاق على معالجة (ع الباب).

الفيلم مستوحى من قصة "زاهية" لموفق محادين، و القصة تتحدث عن عالم مختلف تماما عن عالم الفيلم، ففي القصة الأصلية معتقل سياسي يخرج بعد فترة طويلة من الحبس في فترة السبعينات، لا يتوقف عن التفكير بحبيبته ... و ينتهي به الأمر بانتظارها لتزوره في منزل أحد الرفاق ... حيث لم يستطع أي من الرفاق اخباره بأن الحبيبة تزوجت و أصبحت في عالم مختلف ... و بعد مشهد انتظار قاسي جداو  ملئ بخيبات الأمل (طرق الباب من قبل مفتش الكهرباء و بياع الخبر الناشف و غيرها من الزيارات الغير متوقعه) .. حتى الوصول للمشهد الأخير في القصة، حيث تتم مواجهة البطل بالحقيقة ... و الانتظار في القصة الأصلية  ... الانتظار نفسه، هو للترويض على الاعتراف بالحقيقة ... و المضي قدما 

قمت ببناء الفيلم بالاعتماد على مشهد الانتظار، و اعتمدت على فكرة شريط "المكالمات" لسرد القصة (البداية، تاريخ الشخصية، النهاية) عبر شريط الصوت فقط، حيث "القصة" في الخلفية، و الشخصية في المقدمة


سبب اختيار "زاهية":
و أنا  أقوم بعملية البحث و الاعداد، كان العامل المشترك بين كل القصص التي عملت عليها هو: الانتظار و الزمن. و في حقيقة المسألة فإن اللوحة الأولى في الفيلم (قصيدة درويش: في انتظارك .. لم انتظرك .. انتظرت الأزل) تم اختيارها قبل اختيار قصة "زاهية" نفسها، و كنت أعمل حينها على قصة قصيرة مختلفة تماما من الأدب الألماني. و في تلك المرحلة ذهبت في زيارة الى عمّان، و طلبت من والدي بأن يقوم بقراءة مجموعة "المعالجات" التي أعمل عليها، فقام باخراج القصة من اوراقه القديمة، و هي مكتوبة بخط اليد .. و بمجرد الانتهاء من قرائتها، بدأت تتشكل لدي تصورات عن شكل "الفيلم" 


الفيلم:
  • استخدام فكرة "الة تسجيل المكالمات" كان نتيجة حلقات نقاش و عصف ذهني مع زملائي في الدفعة و اصدقائي الذين شاركوا ايضا في صناعة الفيلم، و هذه الفكرة كانت المقدمة للتوصل لـعماد الشخصية الرئيسية: الوسواس القهري و الاحتفاظ بكل الذكريات، أي السجن الطوعي في الماضي. 
  • الساعة: تتكرر في الفيلم لقطة الساعة، حيث تكون الساعة في بداية الفيلم 10:10 ... و في نهاية الفيلم أيضا 10:10، و في المنتصف الزمن يتحرك بكل الاتجاهات، الى الأمام و الخلف .. الهدف من كسر الزمن هو الايحاء بشكل ما أن ما يحصل ليس أحداث مستلسلة ليوم واحد... و بالتالي كسر العلاقة مع الزمن هو مقدمة لهذه الفكرة، لتعزيز الشخصية 
  • تمت صناعة الفيلم بميزانية محدودة جدا، و كان فريق العمل تطوعي (باستثناء التقنيين)، و كانت ميزانية الفيلم مقتصرة على استئجار معدات التصوير، و أجور التقنيين،  و استئجار ستوديو تسجيل الموسيقى، و بعض التكاليف الاضافية (طعام و شراب لفريق العمل، اكسسوارات .. الخ) 
  • تم التصوير على مدى يومين
  • اختيار مكان التصوير سبق عملية كتابة السيناريو، و هو منزل أحد الاصدقاء، فقط طلبت التصوير في منزلهم و حصلت على الموافقة قبل البدء في كتابة السيناريو، خصوصا و جغرافيا المكان من العناصر الأساسية في عملية السرد (ملاحظة: التصوير في المنزل كان تبرع من الأصدقاء و بلا مقابل)
  • موسيقى الفيلم مبنية على أغنية لفرقة "اطار شمع" بعنوان "اشارات استفهام" ، و تم الحصول على اذن استخدام الموسيقى من الفرقة (مجانا أيضا)
  • اعتمدنا تكنيك القصة المصورة ( story board )، و قمت برسم "سكيتشات" أولية لكل اللقطات، و ذلك لخلق نسق محدد في تكوين الصورة، و الاعتماد على هذا النسق في خلق "وحدة" في الشكل.
  • الفيلم هو تجربة الاخراج الاولى،  و تجربة الكتابة السينمائية الأولى ( و لم يتسن لي للأسف صناعة أفلام بعد ذلك، سوى الوثائقيات بحكم العمل)
  • عرض الفيلم في القاهرة (معهد غوته) وجنوب افريقيا و الولايات المتحدة الأمريكية، كما وضع تحت خانة "أفلام مميزة" في مكتبة مهرجان دبي السينمائي و مهرجان كليرمونت فيرون الفرنسي



No comments: