Tuesday, June 04, 2013

جدار فصل وهابي


لمن يستخف بالارتباط الايديولوجي بين "الاسرائيليات" و بين الأفكار الوهابية، انظروا الظواهر التالية: 

أولا: مجموعات وهابية تقاتل في الجولان بالتنسيق مع الصهاينة و تتلقي منهم العلاج و السلاح و الدعم .. الخ

ثانيا: مجموعات وهابية موجودة في سيناء و تقوم بعمليات ضد الجيش المصري 

ثالثا: مجموعات وهابية في لبنان تقاتل المقاومة اللبنانية التي قصمت ظهر الصهاينة

و قريبا: مجموعات وهابية في الأردن تحمل السلاح لتحطيم فكرة "الدولة" .. من الأساس

ما يحصل فعليا، هو محاولة "اسرائيل" تطويق نفسها داخل "جيتو" وهابي، حيث تقوم تلك المجموعات "الاسرائيلية" بخلق منطقة عازلة، جدار فصل وهابي .. خط الدفاع الأول لحماية هذا الكيان

الحل السوري لمواجهة تلك المسألة هي اعلان القيادة فتح جبهة الجولان للمقاومة، و هو ما يُسقِط .. أخلاقيا ... التواجد الوهابي .. كما يعلن بداية النهاية لتواجدهم عسكريا 

واعلان بعض الفصائل الفلسطينية الانخراط في تلك الجبهة، بالاضافة الى اعلان قيادة حزب الله الدعم لها يعيد ربط قضية الجولان، بقضية الاراضي العربية اللبنانية و الفلسطينية .. و هو الخط الأحمر الاستراتيجي الذي حافظت عليه دمشق في كل مراحل الصراع السوري-الصهيوني... و هو فعليا ... الأخطر .. و الأكثر أهمية

و في لبنان، ترتبط المعركة بما يحدث في سوريا، الترابط الوثيق بين الظاهرتين حتمي، لأسباب موضوعية و عملية، عسكرية و ميدانية و سياسية .... بل و جغرافية

و لهذا حتمية النهاية المتزامنة للوهابية في كل من لبنان و سوريا، و الميزان العسكري في كلا البلدين يميل بكل قوة لمصلحة المقاومة ... الى جانب الشرعية السياسية و الوطنية و الاخلاقية و الانسانية ... كما ثبت للجميع في المحصلة، و لا يستطيع أعتى المؤيدين للحلف "الوهابي-الأمريكي-الاسرائيلي" التنصل من مشاهد الوحشية و الهمجية و التخلف للوهابية، التي شهدها العالم بأسره! ـ
و على كل الأحوال ... كل المؤشرات توكد بأن نهايتهم باتت .. قريبة

أما في مصر، فالتواجد الوهابي يتعزز، بل و تمت شرعنته بعد عملية الاختطاف الأخيرة، و اطلاق سراح الأسرى بـ "عملية" تفاوض مع الخاطفين ... و هنا تعلن الدولة المصرية رفع يدها عن منطقة سيناء ... ما يفتح الباب لتعزيز التواجد الوهابي في سيناء، و لتضمن "اسرائيل" أمن حدودها بتواجد هؤلاء في مواجهة الجيش المصري كخط دفاع أول بغض النظر عن بقاء الحليف الاخواني في السلطة من عدمه !

و في الأردن، الانقسام الحاصل في الدولة واضح للعيان، حيث تمارس الدولة "الانفصام" السياسي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، و لدينا مؤشرات واضحة لانفتاح أطراف في الدولة الأردنية على روسيا و فكرة "البريكس"، و في المقابل هناك انخراط تام في المشروع الأمريكي، و تورط مباشر ومثبت في الأزمة السورية، و بهذا تحديدا نستنتج أن الظهور المسلح للمجموعات الوهابية يهدف أساسا لتقويض فكرة "الدولة"، وبالتالي منع أي تحول استراتيجي في داخل بنيتها .. اقليميا لصالح مشروع المقاومة، و دوليا لصالح "البريكس".

بالتفصيل، أردنيا:

حتى اللحظة، لا يمكن تقديم رؤية واضحة و متماسكة حول خواتيم الأمور في الأردن، و لكن المسألة تبقى محصلة للصراع الاقليمي و الدولي، و لهذا يستمر الصراع في داخل الدولة لحين حسم الصراع بصورته الأوسع

و لكننا ندرك، بأن تأخير هذا "الحسم" ليس في مصلحة الشعب الأردني بالضرورة، و علينا هنا مسؤولية أخلاقية لايضاح الصورة للجميع: الاستمرار في التورط الأزمة السورية يعني التهديد المباشر لمصالح الشعب الأردني، بل و تهديد أمنه، و نحن نتحدث عن تدعيم قوى الارهاب و التخلف في المنطقة، نحن نتحدث عن تقوية اكلي القلوب قاطعي الرؤوس ... المجموعات الوهابية الفاشية التي "تتفاخر" بالارهاب و الجلد و الذبح 

على الدولة تحمل مسؤوليتها الاخلاقية بتجنيب الشعب الأردني مخاطر المشروع الأمريكي-الصهيوني-الوهابي ... وسحب القوات الأمريكية من أرض الأردن، و التوقف تماما عن دعم الارهاب في سوريا، و انهاء المظاهر الوهابية الدخيلة على المجتمع .. و البحث عن المصالح الحقيقة للشعب الأردني، و الالتحاق بالقوى الصاعدة في الاقليم و العالم .. و أتحدث تحديدا عن محور "البريكس" ... و الانفتاح على قوى المعارضة الوطنية ... و اقصاء القوى المرتبطة بالخارج ... و البحث عن تعاون اقليمي يخدم مصالح الشعب على الصعيد الاقتصادي، و السياسي .. و الوطني 

و باختصار: كل يوم تستمر فيه الدولة بالحضن الأمريكي، يعني الكارثة للشعب الأردني، و عليه ... هذه هي البوصلة !ـ 

بالعودة الى العنوان:


نحن نتحدث عن خيارات "اسرائيلية" باستخدام المجموعات الوهابية لخلق مناطق "عازلة"، تحيط بالكيان، و تقاتل "بالوكالة" أي خطر يهدد أمن "اسرائيل" ووجودها، كما يشرعن .. في الوقت نفسه .. الترسانة المسلحة للصهاينة ... و يسمح بتمرير سيناريوهات الصهاينة بقضايا "الحل النهائي" و التفريط بالقضية الفلسطينية ... تحت مظلة "مكافحة الارهاب" 

فراس محادين
بيروت - 4 حزيران 2013 

No comments: