Saturday, May 18, 2013

خطاب عاطفي!ـ


المشروع القومي في بلادنا .. ليس ترفا فكريا و ايديولوجيا ... بل ضرورة .. لمن يدرك خطورة الغد على الأمة بأكملها ... بل و من يدرك خطورة الغد على مستقبله الشخصي و مستقبل أولاده بشكل مباشر، حيث الطرق تصبح أضيق أكثر و أكثر مع مرور الوقت ... و تتضائل الاحتمالات بما يجعلنا نقترب بشكل كبير من مفترق الطرق ... لتحديد وجه المستقبل .. القريب منه و البعيد

بما يؤثر بشكل يومي و مباشر على كل فرد فينا ... بمحيطه الصغير المباشر .. و بشكله الأوسع .. و الأوسع .. فالأوسع !

على شعوب المنطقة أن تقرر بنفسها .... في خيارها... بين العيش المذل في دويلات مقسمة في مجتمعات محطمة و متصارعة و متقاتلة على أتفه الأمور ... تحت رحمة صندوق النقد الدولي و الضرائب و تحكم الشركات و الحيتان و اصحاب المال ... بين هذا الشكل المذل و انعدام الأفق ....بل الجري بلا توقف لمحاولة اللحاق بلقمة الخبز ... و الكرامة بحدها الأدنا .. و التي تبتعد بدورها.. يوما بعد الاخر!

بين هذا الواقع الأسود و بين حلم آخر ... امكانية الاستقلال ... و التطور .. و التحضر .. و الرقي .. ووحدة المجتمع ... بل و الرفاه .. و استعادة القدرة .. على الاستمتاع بالظاهرة المدهشة التي تسمى الحياة !

مفترق الطرق يقترب مع كل معركة ... و ظهرت ملامحه أمامنا!

إما العبودية باختصار ... أو أن نكون شعوبا تحترم نفسها، و تحترم تاريخها المجيد ... لاستنهاض أفضل ما فيها .. و العودة لما كنا عليه طوال التاريخ .. منارة للعلم و الحضارة و التنور و الرقي 

لن نكون كذلك دون ادراك الذات ... و اتحدث هنا عن الذات القومية بالضرورية ... و هي الوحيدة القادرة على حمل مشروع قادر على مواجهة الاستحقاق الذي نواجهه، لمواجهة عدو بهذه الخطورة و الوحشية و الهمجية ... في لحظة يشعر فيها هذا العدو بالعطش للدم و الافلاس و الأزمة الاقتصادية الخانقة في مراكزه .. في لحظة لن يقبل فيها هذا العدو حتى بانصاف الحلول و التراجع و التعقل ... بل هو يدرك ضرورة نهشنا ... بالكامل ... كي ينقذ نفسه .. من افلاسه و سقوطه المدوي الى مزبلة التاريخ ! 

الانحيازات المرحلية التافهة أضعف من خوض معركة بهذه الخطورة، كيانات سايكس بيكو بشكلها الحالي غير قادرة على المواجهة، و نعرف جميعا بأن سوريا مثلا، لم تكن ستنجو من الأزمة الأخيرة لولا المخالب الصلبة لمشروعها المركزي ... القومي 

و نعرف جميعا .. بأن الهادرين في الشوارع العربية من المحيط الى الخليج يرفعون أعلام سوريا و صور الرئيس بشار الأسد كانوا حائط دفاع أساسي في مواجهة العدو، و منعت هذه الأصوات الكثير من الأنظمة العميلة من التورط أكثر في الشأن السوري، و بقي تورطهم في السر و بشكل محدود قلل بشكل كبير من الخسائر .. و من حدّة المعركة .. على حدتها الغير عادية .. و التي لم نشاهد مثلها قط .. في التاريخ بأكمله !

و هم أصحاب تأثير محدود على كل الاحوال .. و الفضل الأكبر لصمود سوريا .. و خروجها منتصرة من هذه المعركة هو لأبطال الجيش العربي السوري .. الجيش الذي وضع نفسه في أرقى مكانة في التاريخ البشري ... و ستشهد الأيام القادمة على كلامي هذا ... و أوجه هذا الكلام تحديدا للأدوات الرخيصة مروجي العمالة و محاولة شيطنة هذه المؤسسة العظيمة، و سأذكرهم بأن التاريخ لا يحفظ الكاذبين .. و كذبهم .. سوى في أحط المراتب .. و أكثرها خسة .. هذا ان حفل بها أصلا !ــ

نكرر .. و نؤكد ... الانحياز لمشروع طارئ رسم بخطوط مستعمر ... أو الانحياز لدين .. أو طائفة و مذهب .. أو اقليم .. أو مدينة .. أو عائلة .. هو الانتحار بعينه .. و الارتماء في حضن العدو .. كما يحب هو ... و بمزاجه !

إما المشروع القومي .. او العبودية ... هذه هي المعادلة ببساطة .. لمن يريد أن يراها و يبصر .. و يعقل !

المشروع القومي دون الغاء لأي مكون ثقافي و حضاري ... بل هو التكامل 

حيث مصر .. هي مصر .. و سوريا .. هي سوريا ... الكبرى 

و الاشتراكية .. بمفهومها العلمي هو أقرب شكل للعدل و الانسانية 

حيث الانسان .. يمتلك الحرية الحقيقية 

حيث يهتف الجميع بفخر: 

تحيا سوريا 
تحيا الأمة العربية 
تحيا الانسانية

No comments: