Saturday, February 04, 2012

منبه



حان موعد الاستيقاظ يا أبناء بلادي، أنا أعرف بأن الطقس بارد، و بأن الجسد يحتاج للكثير من النوم لعبور الشتاء و توفير الطاقة لمواجهة الأمراض و الجراثيم و الفيروسات، خصوصا لانخفاض مستوى المناعة عند البشر في الجو البارد عموما، و تحول الطاقة الكامنة فينا لدفع الحرارة في أجسادنا في معركتنا الأبدية للبقاء.

لكن، و بسبب ضرورات المرحلة علينا الاستيقاظ يا أبناء بلادي، فالذئاب تنتشر في الوديان و الشوارع و الغرف السوداء و خلف الشاشات. و ابن آوى خلف الجريدة، هو يستطيع رؤيتكم جيدا بسبب الفتحات الصغيرة في تلك الجريدة، و عندما يحمل حاسوبا لا يحتاج لفتحات، فالعالم أمامه ككتاب مفتوح و ما عليه سوى اختيار الصفحات ... ابن اوى يقف أمام أبوابكم جميعا يتربص بكم واحدا واحدا و ينتظر، و عندما يغلبكم النوم تماما و تسرحون مع الملائكة سيعرف هو ذلك، و سيخبر تلك الذئاب لتهجم على رزقكم و تأكل حتى أولادكم.

العدو يزداد شراسة يا أبناء بلادي، و المعركة ليست على أطراف الجبال كما كانت في الماضي، المعركة الان في بيوتكم، واحدا واحدا ... شاشة صغيرة أو كبيرة في بيت كل فرد فيكم يطلق عبرها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة و الثقيلة.

استيقظوا يا أبناء بلادي، فالمعركة أصبحت معركتكم الفردية، الممارسة اليومية قد تكون إما فعل مقاوم أو فعل للعبودية، ولا خيار ثالث أمامكم، فالعدو أعلن وفاة الخيار الثالث و منذ فترة طويلة. 

العدو استغنى عن الصواريخ العابرة للقارات و التهديدات بالقنبلة النووية .. على الأقل في الفترة الحالية ... هو أعلن بأنه سيستخدمكم أنتم وقودا للحروب الأهلية.

استيقظوا يا أبناء بلادي، العبادة خير من النوم، فالصلاة عبادة، و العمل عبادة، و الجهاد و المقاومة عبادة.

ولا بد من التذكير بأن هناك فرق كبير، و كبير جدا بين العبادة و العبودية..  فالعبادة لله ... و العبودية التي أتحدث عنها هي للبشر أو للأشياء من صنعهم ، و هذه العبودية تعني مباشرة بأن تكون دون البشر.. فأن تكون عبدا لشخص اخر فهذا يعني بأنك دونه، كما أن الأشياء من صنع البشر هي حتما دونهم .. و بالضرورة.

و هناك من يتعمد خلط المفهومين في هذه الأيام، خصيصا اخوان الشياطين من ابناء آوى، هم يتلفحون بعباءة الاسلام و الاسلام منهم براء. و نحن نعرف أن من يعبد الله، لا يمكن أن يكون عبدا لغيره، الله يمثل الكمال بعينه، و كل شيء دونه ناقص. سواء بالمفهوم الاسلامي، أو غيره من الاديان و الافكار الانسانية عموما.

و ابناء آوى يا ابناء بلادي يقيمون الصفقات بالسر مع المستعمر الامريكي، القاتل اليومي الذي لم يتوقف عن القتل و التدمير منذ وصوله لارض الهنود الحمر و حتى اللحظة. من يضع يده بيد الشيطان يكون عبدا له، هكذا كانت المعادلة منذ غابر الأزمان مرورا بفاوست ووصولا لهذه اللحظة.

هم يجاهرون بالاسلام لأنكم انتم يا ابناء بلادي مسلمين و ليس لأنهم كذلك. هم يريدون اختراقكم و كسب ثقتكم، لتمرير صفقاتهم مع المستعمر و اعطاؤها الشرعية عبركم. تماما كحكاية "ليلى و الذئب" التي عرفناها جميعا و نحن أطفال!!

و اذكروا يا ابناء بلادي بأنهم يتقنون تقليدكم جيدا، ففي أرضنا في تونس هم منفتحون و علمانيون و يعينون وزيرات دون حجاب، أما في مصر بلحى طويلة و نساؤهم منقبات يلبسن الأسود من رؤوسهم و حتى أخمص قدميهم، و اذكروا يا ابناء بلادي عهودهم العلنية بالمحافظة على معاهدات الذل مع الصهاينة. و في أرضنا في فلسطين حملوا السلاح بضع الوقت كي يحصلوا على ثقتكم و من ثم قرروا فجأة وضعه جانبا و تأجيل القضية.. اذكروا جيدا بأنهم جميعا ينتمون الى تنظيم واحد و مكتبه في لندن عاصمة المستعمر الانجليزية .. ما هذا التناقض؟؟  و هل يمكن خداعنا .. بلحية ؟

الخطير يا أبناء بلادي هو أن صفقاتهم هذه تشمل الحروب الأهلية و القتل و التدمير و استمرار التبعية، هم الأداة الأخطر للرجل الأبيض .. و لكنها محلية.

اذكروا يا ابناء بلادي بأن قبلتهم الحالية هي قطر، الدولة المحتلة بالكامل عبر كل من قاعدة العيديد و السيلية، و العيديد هي أكبر قاعدة أمريكية جوية في المنطقة، أما السيلية فهي أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا في العالم أجمع.

استيقظوا يا ابناء بلادي ... و اعذروني على التكرار و السجع،  كما تعذرون المنبه و تعيدون ضبطه على نفس الموعد قبل النوم في كل مرة.

فراس محادين
بيروت، 4 – شباط – 2012 

No comments: