Friday, March 09, 2012

ألبوم قصص


رجل يصعد الرصيف، و يرفع يده سلاما لأحد الأصدقاء صباح ذلك اليوم .. سيارة سوداء قديمة جدا، لا تنتمي للمحيط الملئ بالسيارات الحديثة، الفخمة منها و المتواضعة، تلك السيارة القديمة تحاول شق طريقها، ببطء، و ضجيج مرتفع حتما ..  في الرصيف المقابل الأقرب لنا طفل يحمل حقيبة لا تتناسب مع حجمه الصغير، فيها على الأغلب حبتي فواكه و عصير، و بضع الحاجات المدرسية للأطفال في تلك المرحلة المبكرة، الطفل ينظر نحو أمه، ربما يرجوها بأن يبقى في البيت، و ربما يرجوها بأن يبقى في البيت دوما، طفلا دوما ... الشمس تشق طريقها بكسلها اللذيذ المعتاد في صباحات الربيع، خطوط من الشمس هنا على أبواب المحلات و ظلال هناك، على بقية الشارع و بعض الوجوه الحائرة.
***
صدفة صغيرة على الشاطئ، التدقيق بتفاصيلها يسرقنا و يذكرنا بما نحن و ما نمثله على هذا الكوكب، يذكرنا بجمال الكوكب، و جمال الحياة، بكل تفاصيلها ... في الخلفية أقدام، نساء و رجال، أطفال و كبار، الكثير من الأقدام لمريدي الشاطئ في يوم صيفي ، لأداء الطقس الأكثر متعة للكبار و الأطفال معا، لمداعبة البحر و الشاطئ، للتدقيق بصدفة، أو لمعانقة الشمس ... رأس لطفل يبرز من رمال الشاطئ، دفن بقية جسده في الرمال على ما يبدو، كمية السعادة التي حصل عليها الطفل من تلك اللعبة لا يمكن وصفها، يمكن رؤية ابتسامته، ابتسامة طفل.
***
فنجان قهوة هجره صاحبه بعد أن أكمل ما فيه، الفنجان مقلوب على صحنه، في محاولة بائسة لاستشراف المستقبل، أو ربما، قراءة الماضي  ... حبات المطر تتسابق على الجهة الخارجية من زجاج المقهى القديم ...  و خلفه أضواء السيارات و المحلات لاعلان استمرار الحياة ما بعد رحيل الشمس ... كهل يحمل مظلة، يقف تحتها و ينظر خلفه، بانتظار صديق بنفس العمر، ربما كانا يتسابقان، و ربما، كان الأول يمشي مسرعا لتحدي السنين، و من ثم يرتاح و ينتظر صديقه الذي استسلم و أصبح ينتظر خطواته بهدوء ... يافطة في الداخل مكتوب عليها: "مغلق .. الرجاء الانتظار ... و سنعود بعد قليل"
***
وجه امرأة، يتطاير شعرها أمامها و يشعرك بالحنين، نسمة خفيفة تدعب الوجدان .. معطفها كان أخضر، شفتان باللون الأحمر القاني، نظرتها كانت حزينة ... تحضرنا فيروز تغني: "وجهك بيذكر بالخريف" ...   رجل من بعيد يحمل كاميرا ، يصورها، و بعد ذلك، ربما سيركض اليها و يحضنها و ستبتسم حتما، و ربما تضحك، و ربما بعد الصورة، سيمشي في طريقه، و ستبقي هي في مكانها، بنظرتها الحزينة، ربما هي .. امرأة لم يعرفها قط

فراس محادين
بيروت - 9/3/2012

No comments: