Saturday, March 07, 2009

لون البحر


تساءلت عن لون البحر ذاك الصباح ..

غرزت أقدامها العارية في الرمال ...
غرست أقدامها أكثر .. غسلتها تلك الرطوبة الدفينة ..

أغمضت عيناها .. و تخيلت ... لون البحر ذاك الصباح ..

فتحت أعينها .. كائنات صغيرة تتقافز بجانب الأمواج .. تبتلعها الموجات .. ثم تظهر مجددا .. تحاول تلك الكائنات اللحاق بأمها .. تتقافز بأقصى سرعة .. تزايد انعكاس الشمس عليها ... تحولت إلى نقاط مضيئة تتقافز هنا و هناك ... كإحدى الحكايات الخرافية ...

لم تدرك .. أنها سرطانات بحرية .. ربما ستقدم لاحقا على إحدى الموائد الفاخرة ..

بحثت هنا و هناك ... رأت رجلها يلاعب أطفاله .. لحقت قطرات الماء المتناثرة على جسده الأسمر ..
أغمضت عيناها مجددا .. تخيلت جسده الأسمر المبتل بملحه و ملح البحر ..

تذكرت ..

تساءلت عن لون البحر ذاك الصباح ...

شبان و شابات يلعبون بين الأمواج .. صرخات مرحه هنا و هناك ..

لم تخجل من عري أولئك الناس .. بل ... ربما كانت هناك ابتسامة خفيفه ظهرت على وجهها ... ابتسامة لم يراها أحد ..

شعرت بالاتزان التام مع كل ما يحيطها ..
هدأت كل الأشياء حولها ..

اتكئت على أحد أطرافها .. وبحركة سريعة ... رفعت ذلك الخمار الأسود .. نظرت ... عرفت لون البحر ..

ابتسمت ... غرزت يدها في الرمال ... عاد خمارها إلى مكانه ..

رطوبة الرمال تلسقت جسدها ... كقطرتين باردتين من الماء على صدرها ..

في تلك اللحظة .. كانت هناك .. كيان متشح بالسواد ..
على ذلك الرمل الأصفر .. و خلف الموجات ... ما تزال تلك النقط المضيئة تتقافز أمامها ...

في تلك اللحظة .. كانت هناك ...
كيان متشح بالسواد ... بين تلك الألون ..

تحت ذاك السواد .. أغمضت عيناها .. لترى لون البحر ..
و ابتسمت ...



فراس محادين
القاهرة - في 7 آذار 2009