Monday, December 10, 2012

كاسري الاضرابات

كاسري الاضرابات: مرتزقة يتم استئجارهم من قبل الرأسماليين لاحباط و إفشال الاضرابات في المعامل، بحيث يحلون مكان العمال المضرين... و مدة استئجارهم محدودة و هي فترة الاضرابات فقط .. لافشالها

هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير في مصانع الولايات المتحدة، في فترة صراع الرأسمالية مع طبقة العمال في المركز الأمريكي ... و قد انتصرت الحركة العمالية في بداياتها في تحديد ساعات العمل بـ 8 ساعات في اواخر القرن الماضي (عام 1886 تحديدا) ، و نجح عمال أمريكا بعدها بتنظيم أنفسهم عبر النقابات

و للأسف .. الصراع انتقل بعدها داخل النقابات لافسادها و تطويعها لخدمة الشركات عابرة القارات ... و الصراع بكل ابعاده استمر بلا توقف حتى وصل في أكثر أشكاله شراسة في الخمسينات في مرحلة "المكارثية"، التي قام فيها العقل السياسي الأمريكي بممارسة النفي و الأقصاء بأكثر الأشكال تطرفا، لمنع أي صوت مخالف سواء كان في المصانع أو في الجامعات و المدارس .. أو حتى في المسارح أو على شاشات السينما 

كيف و لا و تلك كانت الفترة الذهبية لأمريكا لملئ فراغ أفول انجلترا عن قلب العالم .. ما سموه بعد ذلك "الشرق الأوسط" ... كان اليانكي مستعجل للسيطرة الكاملة على الجبهة الداخلية .. للتفرغ للدور الامبراطوري الجديد !!

إذن .. استخدام كاسري الاضرابات هو تكتيك قديم استخدمته الرأسمالية عبر مراحل تطورها الحديثة ... و قد درج استخدام هذا المصطلح مع الوقت للدلالة على القوات المرتزقة المستخدمة لفض الاعتصامات و الاضرابات السلمية، سواء كانت عمالية أو سياسية أو حتى طلّابية 

و لو جربّنا اعادة انتاج تعريف "كاسري الاضراب" اليوم نقول بأنهم: مجموعات مرتزقة يتم استجلابها لافشال حركة احتجاجية سياسية أو مطلبية أو عمالية أو طلابية سلمية .. و تتم مواجهة الحراك السلمي باستخدام العنف المباشر بغض النظر عن الشرعية القانونية... أو بالالتفاف على القانون و محاولة شرعنة هذا العنف .. الهدف هو انهاك الحراك و ايقافه

و في هذا السياق .. علينا أن ندقق بما حدث أمام قصر الاتحادية في القاهرة قبل بضعة أيام:ـ
مجموعة من مليشيات الاخوان تقوم بالاعتداء العنيف على معتصمين سلميين أمام القصر الجمهوري، و تم استخدام القوة العنيفة من قبل مجموعة غير "قانونية" تفض الاعتصام بالقوة و تعتقل الناس باسم الشرعية "الثورية" ... بعد رفض اجهزة الدولة التعامل مع المظاهرات السلمية ... لاسباب متعددة و منها التواطؤ ضد الاخوان 

هذا هو الخطاب الاخواني الان بعد امساكهم للسلطة ... و على الجميع مواجهة استعداد تلك الميليشيات استخدام كل اشكال العنف للحفاظ على "السلطة" و تثبيتها ... و تهديد المتظاهرين من قبل الاخوان والسلفيين و التيارات الجهادية على اختلافها علنية .. و على كل المنابر المتوفرة لهم .. و يمكن ايجادها بسهولة

و هنا لن أضع الإجابة ... بل أضع السؤال و برسم الجميع بلا استثناء:
ما هي الطريقة لمواجهة الميليشيات الاخوانية ؟

Saturday, December 08, 2012

بيروت


بيروت .. شبكة معقدة من الطرقات المتشابكة، و الاختصارات .. و التحويلات ... صعودا و هبوطا .. بحرٌ و جبل

عصيّة على القادمين من البلدات و القرى .. فإما هي أو النفي خارج القلب

لعبة الخيارات المفتوحة ... المغلقة

في بيروت .. بخلاف القاهرة .. ضفة واحدة لا ضفاف

على عكس دمشق .. مراكز متعددة تمتد على الشواطئ و القمم  ... لا مركز و قلب واحد ... ثابت و مطلق .. كالحقيقة .. و الياسمين


في بيروت ... طريق جديد كل يوم .. درسي اليومي .. و دهشة الغريب
لا عن المكان .. بل غربة عن عقارب الساعة ... و دهشة من الوجوه الهادئة الصامتة .. في الشوارع و الأزقة .. ووجوه رفاق حفظوا الطرق كلها ... و نسوا بيروت


فراس محادين
بيروت في 8 كانون الأول 2012