Wednesday, August 18, 2010

إدراك .. ملتبس

1)
اركض في ذلك النفق الاسطواني .. وقع الحديد تحت اقدامي يتحول لإيقاع مسل .. على نحو مريض ..
افقد احساسي بالجاذبيه .. أركض .. رأسا على عقب ..
أركض .. بسرعةٍ أكبر ... أحاول تذكر الأغنيه .. لذلك الإيقاع المريض ..
اقترب من الفوهة .. و لسببٍ ما .. يتولد لدي شعور ما بالتهديد ..
أركض .. بسرعة أكبر .. فوهة النفق تزداد حجما ..
على طرف الفوهة الفولاذية ... أفقز الى الأمام ..
اندم .. ينزل ذلك الندم بثقله على صدري ..
لماذا فقزت إلى الأمام ؟؟!!! ..
كان عليّ أن أقفز إلى أسفل .. أو ربما إلى أعلى ..
تتزايد الحرارة خلفي .. أسمع الحفيف الخفي لذلك الخطر المقترب من الخلف ..
أدرك الآن ... أن كاتم الصوت لم يسعفني .. حتى و إن كسبت المزيد من الخطوات داخله ... أنا في الهواء الآن ..
أحاول تذكر تلك الأغنيه .. لذلك الإيقاع المريض ..
ينقبض قلبي .. و أدرك .. عدم موائمة الفكرة ..
أشعر بتلك الطلقه ... تخترق أسفل عظمة في عمودي الفقري ... ـ
***
أستيقظ فجأة ... أنظر حولي ... ساعة الحائط تشير الى المزيد من الوقت للنوم ... أحاول تذكر تلك الأغنيه .. ولكن ... أي أغنيه ؟؟
أدرك ... انه حلم آخر .. قد تلاشى ... و استسلم للنوم مجددا ..ـ
***
2)
يقف الجميع بتثاقل ... لاستقبال القضاة في قاعة المحكمة ..
انظر حولي .. ثم ... أقرر الوقوف أنا أيضا ...
أدرك .. أن جميع من في القاعة قد جلس .. باستثائي ..
أجلس .. أتابع ما يحدث باهتمام .. لمعرفة حيثيات القضية، فالتهمة أن أحدهم صرّح  بشيء ما ... و كان هذا التصريح ... "مزعجا" ..
يضيف القاضي أوراقا الى ملف القضية ... و يهمس بإذن مستشاره ... و بلا اكتراث .. يقرر تأجيل الجلسة .. لموعد آخر ..
***
3)
يحدث معي كثيرا .. أن أجد نفسي هكذا ... محاصرا بين قلم و بعض الأوراق ..
أفرغ هوسا ما .. أهرب من سلطان اللغة ... و أتساءل ... إن كان ذلك مجديا ..
اتلصص على عدد قليل جدا من القراء .. و منهم أنت ..
لا لسبب .. إلّا لإنهاء ما أفعله الآن ..
لألفظ هذه الأوراق بعيدا .. و انتهي .. كما هي العادة ... محاصر .. بين أوراقي .. و بين حلم ما ... في انتظار أن استيقظ مرة أخرى ..
فراس محادين
عمّان في 18\8\2010