Saturday, February 18, 2012

ديرتنا

Nikon F80 35mm, 70-200 Macro Lense, Kodak Plus films
ربيع حلمنا به، من تصويري
بما أننا نعيش عصر "الربيع العربي" و الحرية و الديموقراطية و حقوق الانسان كما يدعي الكثير هذه الأيام، فلنتحدث عن الأشياء التي لم تطرق من قبل، و سأبدأ الحديث بمطلع الأغنية التالي:

ديرتنا الأردنية
ديرة كبيرة ... و قوية
عمرها بو عبدالله
بالأسرة الهاشمية .. الهاشمية

الأغنية بسيطة الكلمات، واضحة المعاني، و المفترض بأن هذه الأغنية "الوطنية" تعبر عن المشاعر الوطنية للشعب .. أي .. تعبر عن وجدانه.

حسنا إذن، فلنحلل كلمات هذه الأغنية، بساطة الكلمات و بساطة المنظور للواقع تعبر عن الطريقة التي يفكر بها الشعب وتعبر عن وجدانه. هذا طبعا بالنسبة للمؤلف و من تبنى مشروع هذه الأغنية. أي أن هذا الشعب البسيط يرى الأردن باعتباره "ديرة" ..  و الديرة أيها الأعزاء هي تجمع خيام مجتمعات البدو في ترحالهم الصحراوي، و البدوي يعيش رحلة دائمة بحثا عن الكلأ و الماء..  غازيا في بعض الأحيان، مهزوما في أحيان أخرى، و من مفارقات الصحراء الكبرى تزامن الغزو و الهزيمة في الكثير من الأحيان، عندما تهزم القبيلة و تضطر للرحيل و الهرب من المكان، لتنتهي غازية في مكان آخر، لتهرب قبيلة أخرى مهزومة أو تعيش مغلوب على أمرها تحت إمرة السادة الجدد..هو جدل الصحراء و التيه الأبدي في دوامة الصراع مع الطبيعة..


هكذا يرى المؤلف سكان الأرن، و أنا .. كوني ابن الأردن من جنوبها، لا أرى بأن هذا المنظور للواقع يمثلني، و لا يمثل أحد ممن أعرفه في محيط عائلتي المباشر أو محيط عائلتي الواسع، في عشيرتي أو حتى في محيط أصدقائي و معارفي، سواء موالين للنظام أو معارضين، محبي الملك الراحل أو كارهيه أو حتى محايدين.

 و هنا لا أتحدث عن مشاعر الولاء من عدمها، سواء للدولة أو للملك نفسه، و لكن أتحدث عن المنظور للواقع.  هذا المنظور الذي يقحمه علينا المؤلف.. و للإبقاء على إمكانية "حسن النوايا" سنفترض بأن المؤلف رسم منظوره الشخصي الصحراوي الذي يمثله، و بأنه (أي المؤلف) لا ينتمي للبيئة في بلادنا .. هذا احتمال،  أو ربما قد يكون المؤلف من بيئة أخرى ثالثة مختلفة تماما، و أخطأ الفهم عندما وضع هذه الكلمات، و يحصل هذا كثيرا مع اقتصار المراجع التاريخية لبلادنا على كتب الاستشراق، و التي تخلط المفاهيم معظم الوقت بما يتلاءم مع مخططات القوة الاستعمارية.
 و ربما يفسر ذلك المشاهد المتكررة و اليومية للصحراء و الجمال و الخيام على التلفزيون الرسمي الأردني، و كأن هناك من يود التأكيد على الرواية الاستشراقية الانجليزية. و اذكر الاستهجان الدائم الذي كنت اسمعه في كل مرة تعرض تلك المشاهد على التلفاز، سواء من عائلتي المباشرة أو محيط عائلتي الواسع، في عشيرتي أو حتى في محيط أصدقائي و معارفي، و ذلك كون بلادنا تختلف عن تلك المشاهد، فنحن نعرف المدن و القرى و الجبال و الوديان و الأغوار و القلاع و التاريخ المجيد.. و نصمت في كل مرة تعرض الأغنية الجميلة التي تقول:

أبي فلاح من اربد .. هيلا هيلا هيلا
و يحب الأرض و أمي و الأولاد ... و يحب عيون الحرية

ان عرض تلك الأغنية تحديدا قد يدعم فكرة "حسن النوايا"، و لكن ..و في المقابل ..  قد يعبر عن حالة الرفض و المقاومة الكامنة في البنية الشعبية التي وصلت حتى مفاتيح القرار في التلفزيون الرسمي و الإصرار على التمسك بالهوية و لو عبر هذه الأغنية.

مما يعيدنا الى تلك الأغنية التي بدأنا بها الحديث و يجعلنا نتساءل .. ما الذي يدفع أحدهم الى نشر هذا الخطاب؟؟ لماذا الاصرار على الربط بين الولاء للنظام و بين انكار الذات؟؟

و هذا بغض النظر عن الموقف من هذا النوع من الأغاني، سواء كان الشخص رافضا لفكرة "مديح السلطان" تحت أي ظرف، أو موافقا عليها، فليس هذا ما نناقشه، نحن نتحدث تحديدا عن الاسلوب المتبع، و هنا أذّكركم بأن الجميع ينصت بانتباه شديد لتلك الأغنية من كلمات الجواهري التي تقول:

يا ابن النبي و في الملوك مكانة ... من حقّها بالعدل كان رسولا

حتى المعارضين للنظام (بل و الكارهين له) ينصتون و يحترمون المستوى الرفيع لهذه الكلمات، و أتحدى أي كان أن يقول غير ذلك.. فعندما تعلن الولاء بهذه القيم الرفيعة و النبيلة لن يستطيع أحد سوى احترامك بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول هذا الولاء نفسه. بل و أزيد على ذلك من موقفي الشخصي و أقول بأنه من الجيد ربط الولاء بتلك القيم النبيلة، خصوصا عندما ترتبط بمفاهيم التحرر و الاستقلال و تحرير الأرض المحتلة و الانتصار للإنسانية. و هنا أذكر بأن الزعيم عبد الناصر قد رحل منذ زمن طويل، و بغض النظر عن "التناقضات" الثانوية التي قد يراها البعض مع عبد الناصر، و لكن يجب الاعتراف بأن أغاني الكرامة و الانتصار أيام ناصر لا تزال تلهب المشاعر الوطنية حتى اللحظة، و يمكن اعتبارها بلا مواربة أغاني تعبئة وطنية و تحشيد شعبي بامتياز، كما لا يمكن إنكار مقدار التعبئة المعنوية و النفسية الهائل لفيلم "الناصر صلاح الدين" ليوسف شاهين في شحن المشاعر القومية و الوطنية عند المشاهدين،  وفي نفس الوقت..لا يمكن انكار المستوى الرفيع  و العظيم في الصورة السينمائية و شكل السرد المتقدم لذلك الفيلم.. و نكرر .. و بغض النظر عن التنافضات الثانوية التي يمكن أن يجدها البعض مع الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنك لن تجد ناقدا سينمائيا واحدا يحترم نفسه و يحترم مهنته لا يقف احتراما أمام ذلك الفيلم، حتى و إن كان كارها لعبد الناصر.. و على كل الاحوال، هم و إن كرهوا عبد الناصر، و لكن لا يمكن لأحد ان يكره تلك المرحلة بما أنتجت على كل المستويات، من السياسة الى الثقافة و الفن و الأدب الى التطور الاجتماعي و الصحي الى حتى الرياضة.

و لهذا نحن لا نناقش مفهوم "المديح" و اعلان الولاء نفسه، و لكننا نبحث في الطريقة التي عبروا بها عن ذلك. و نعود للأغنية الأولى مرة أخرى، لماذا الإصرار على الطابع البدوي للأردن، هل يعتقد المؤلف  بأن الولاء للنظام يعني الولاء للبيئة التي قدم منها الهاشميون؟ و هل ذلك صحيح أصلا؟

يجب أن ندرك البيئة الخاصة لشرق الأردن كإحدى المماسات الكبرى بين الصحراء وبين بلاد الشام، كمنطقة طرفية تحمل طبيعة مشتركة تجمع بين الاطراف الصحراوية و أطراف بلادنا، المدن و القلاع و القرى و الجبال و الوديان و الأغوار و الجبال الصخرية الجرداء الملونة. و في الأردن لا يمكنك انكار التأثيرات الصحراوية على ثقافتنا، بداية من القهوة التي شربها الفلاحين و عشقوها حد التبني و تحولت الى طقس شعبي... مرورا بعبقرية الخيام كحل مذهل لتخفيف حدة الشمس و الحر في بلادنا الحارة، فاستخدمها الفلاحون مصيفا بجانب منازلهم الحجرية... وصولا لطقس النار و الغناء، فالموسيقى تحديدا هي المستوى الأكثر مرونة في الثقافات الانسانية جميعا، و الأسرع انتقالا و الأكثر تأثرا، الموسيقى فعليا هي حامل الحضارات و مخرن التاريخ و تجلي الجوهر الانساني المشترك لبني البشر على الكوكب جميعا... و انتهاء باللغة، حامل الوجدان، فقد استطاعت لغة المعلّقات الهيمنة على كل اللغات الموجودة في بلادنا دون صعوبة، لقد عجنت اللغات في بلادنا لتشكل سويا لغة الشعر النبطي، منارة العلم و الحضارة للبشرية كما كل مرة.

و بذلك نفهم استحالة انكار الذات لمجتمع عريق هو بالفعل الشاهد على الحضارات جميعا، على ممر خطوط التجارة و القوافل و الحجاج و صعود الامبراطوريات و أفولها، في بلاد كانت مراكز اقليمية أكثر من مرة عبر التاريخ، لا يمكن لأحد ان ينكر الجانب الصحراوي في التكوين الثقافي لبلادنا كعامل مؤثر، و في الوقت نفسه لا يمكن انكار الجانب المدني و الزراعي أيضا، و هو الحقيقة التاريخية التي لا يمكن الغاؤها.

نحن لا نزال نفترض حسن النوايا، و لكننا نود أن نذكّر بالقليل من تاريخنا، و سأتحدث عن التاريخ المرتبط بي بشكل مباشر، فالحكايات عن جد والدي ما تزال متداولة في العائلة عن رحلاته لمدينة الخليل على ظهر الحصان و العودة في اليوم نفسه احيانا لاحضار البضاعة و لوازم الحياة.. بالاضافة الى الحكايات عن جدي الخامس قاطع الطريق، و الذي لم يمانع التعامل مع العصملي بل و مساعدتهم على دفع الرواتب من ذهبه أحيانا، هو نفسه الذي تحول الى ثائر عليهم في الجبال بعد أن اكتشف بأنهم أعداء و محتلين، و بعد أن اكتشف بأن المشترك الاسلامي مع التركي ما هو الا غطاء لاستعمار جشع ووحشي و عنصري، فهو ابن الكرك المدينة الضاربة في التاريخ، و منظوره للواقع ليس بحثا "ديره" في الصحراء للحصول على الماء و الكلأ، هو يعيش الى جانب عين سارة ووديان الكرك المليئة بالمياه، هو ابن الحضارات و الممالك و الامبراطوريات الكبرى و كانت الكرك نفسها مركزا لممالك كبرى عبر التاريخ أكثر من مرة، هو ابن هذا التاريخ و لن تكون علاقته بأحد خارج هذه المعادلة.

من أقحم منظوره على ثقافتنا في تلك الأغنية يريد تجريدنا من هذا التاريخ، و استكمالا لحسن النوايا سنعتبر بأن السبب هو الخطأ في قراءة التاريخ، و لهذا علينا بتذكيره بالواقع و حقيقته، و بأن العلاقة بين أهل البلاد و بين العائلة الحاكمة هي محصلة اتفاق بين شيوخ العشائر و بين تلك العائلة بأن تكون حكما عادلا بين الجميع، لتوحيد الشعب في مواجهة الاحتلال، و يكون الأردن منطلقا لتحرير الأرض المحتلة من الاستعمار و توحيد بلاد الشام، و هذا ما تجلى في مؤتمر أم قيس عام 1920 لاعلان امارة شرق الأرض واختيار علم سورية الكبرى علما لشرق الأردن، و هو علم الأردن الحالي بنجمته السباعية التي ترمز لمدن الديكابوليس السورية السبعة.

نحن لسنا مجموعة من البدو وجدوا انفسهم فجأة و بشكل طارئ في تجمعات مدنية متحضرة، و نتفن جيدا لعبة التاريخ و الحضارات و الممالك و الامبراطوريات. لسنا مارقين على التاريخ، و شجرة العائلة لكل منا تمتد مئات السنوات في قرانا و مدننا،  و هذا أحد أهم الملامح الخاصة لأبناء بلاد الشام، الارتباط بالارض و التاريخ معا.

 و يمكن لأي باحث تتبع هذا النمط في كل مجتمعات بلاد الشام، في سورية و لبنان و الأردن وصولا للعراق و الأراضي المحتلة في فلسطين و الجولان و لواء اسكنرون، عائلات عريقة تمتد في التاريخ، و شجرة عائلة طويلة مرتبطة بالارض و الاحفاد في نفس الوقت، الانتقال و الترحال للعائلات و العشائر لم يحدث الا ما ندر، و حدث أن بعض العائلات قد جلت من مدينة الى اخرى إثر ثارات قبلية او تجارة، و حافظات هذه العائلات جميعا على  أثر يحفظ أصلها و ارتباطها بمدنها و قراها الأصلية عبر تعديل اسماء تلك العشائر احيانا، أو عبر تناقل الحكاية من الأب الى الابن الى الحفيد في مرات كثيرة، و هذه الظاهرة تحديدا يمكن اعتبارها من العوامل التي شكلت الشخصية الخاصة في بلاد الشام، الى جانب التكامل الاقتصادي الموضوعي و التاريخي، و الى جانب حركة التجارة و التزاوج و اندماج الطقس و اللغة و غيره من العوامل التي شكلت الأمة.

و قد حدث بأن اضطرت بعض العائلات و العشائر للهجرة الجماعية لظروف خارجية قاهرة، مثل الاحتلال الصهيوني لأرضنا في فلسطين و اضطرار الكثير من العائلات للنزوح هربا من الاجرام الصهيوني و مرغمين على الرحيل في معظم الحالات، و يمكن لأي باحث أن يلمس بسهولة شديدة ارتباط تلك العائلات بقراها و مدنها الأصلية، و اصرارها المحافظة على ذلك الارتباط بالوسائل التي تحدثت عنها منذ قليل، كما يمكن بسهولة ادراك مستوى الاندماج الاجتماعي العميق جدا بين النازحين و المهاجرين من أبناء فلسطين المحتلة و بقية ابناء بلاد الشام،  سواء في الأردن أو سوريا أو لبنان .. و بالرغم من تعقيدات السياسة في الكثير من الأحيان، و لكن على المستوى الاجتماعي يمكنك بسهولة ادراك بأنك أمام أمة واحدة لا يمكن تقسيمها، كما يمكنك بسهولة ادراك بأن هذا الاندماج الاجتماعي العميق لم يغير من ارتباط الفلسطيني بأرضه، بل عزز من ارتباط ابناء بلاد الشام بتلك الأرض المحتلة.

و نعود للمؤلف و نقول له .. الأردني ليس هجينا يمارس الدهشة اليومية من أضواء المدينة، فهو ابن الحضارة و ابن اللغة و ابن الثقافة و التاريخ المضئ. هو ليس مذعورا من قبائل تغزوه في الليالي الحالكة لتخرجه الى تيه الصحراء، فهو ابن هذه الأرض لالاف السنين، و يتقن لعبة الحرب و الدفاع عن الأرض، هو يبني القلاع و الممالك و خطوط السياسة و التحالفات  والحروب و يبقى في الأرض، و تبقى هذه أرضه.

من كتب الأغنية التي تحدثنا عنها في البدء لم يفكر بكل ذلك، هو قام فقط باسقاط رؤيته الخاصة على ابناء بلادنا، و هناك من قام بتبني الأغنية و بثها بشكل يومي على التلفاز ليحفظها كل الاطفال لتغيير الوعي و الوجدان و الذاكرة. من قام بذلك اساء للأردن كله، الأرض و الشعب و الذاكرة و التاريخ، كما اساء للعائلة الحاكمة و طبيعة علاقتها بالشعب، فالجميع يدرك بأن علاقة الشعب بالنظام مبنية تاريخيا على معادلة مختلفة تماما.

يجب الاعتراف بأن هناك حالة رفض شعبي لشطب الهوية الشامية لابناء بلادنا و  هناك مقاومة كامنة  مستمرة منذ عشرات السنين لمواجهة حملة "الاستشراق" المحلية، و يتجلي ذلك هذه الايام مع تصاعد الحركة الاحتجاجية الشعبية للأسباب الداخلية بعناوينها المختلفة من محاربة الفساد الى الاصلاح السياسي  والاقتصادي  و توسع بؤر تلك الاحتجاجات، و المترافقة مع الرفض الشعبي المطلق لسياسات وادي عربة و نتائجها، و ذلك كله سيؤدي الى إثارة الأسئلة حول طبيعة العلاقة بين الشعب و النظام  و اقترابها أو ابتعادها عن المعادلة الأصلية التي بنيت عليها،  و في ظل الوضع الحالي فإن الأجوبة ستؤدي بالضرورة الى مراجعة شعبية حقيقية لهذه المعادلة.

 و لهذا نذكّر من يحتاج الى التذكير و نحذّر ... ليس لخوفنا على المعادلة، و بغض النظر عن موقفنا منها الان، و لكننا ندرك بأن المرحلة دقيقة جدا و حرجة، و بدائل تلك المعادلة ستكون كارثية في ظل الوضع الاقليمي (الاستمرار الصهيوني في احتلال الأرض و محاولات أمريكا تمديد هيمنتها على المنطقة و العالم و هي تحاول عبور أزماتها الكبرى)..هذه الأزمة التي ستدفع بأمريكا نحو ممارسات اكثر جنونا و همجية للمحافظة على مصالحها ..  و  قد قام الكثيرون منا بقراءة التقارير و التصريحات الاعلامية للعدو و التي تتحدث صراحة عن سيناريوهات تدميرية في بلادنا.

و هنا نقول، على النظام مسؤولية تاريخية في العودة عن سياساته التي تتناقض مع مصالح الشعب الأردني، و عليه أيضا  تبني خطابا يمثل الوجدان الحقيقي لأبناء بلادنا، لحماية الأردن الدولة و الشعب و حماية نفسه بالضرورة... بدءا من ابطال معاهدة وادي عربة و اعادة النظر في كل السياسات الاقتصادية و استعادة ثروات بلادنا و سيادة الوطن و كرامته، وصولا الى الاصلاح السياسي و مشاركة الجميع في ادارة الدولة .. كما جيب التوقف عن تبني ما يقوله مؤلف تلك الأغنية.

فراس محادين
29 كانون الثاني 2011

No comments: