Friday, February 03, 2012

أدب الكتروني

مساء كهربائي -  من تصويري
Nikon F80 35mm, 70-200mm lense (Macro), 400 Plus Kodak Film


كرت
كرت جديد يضاف الى جيوب معطفي، الى جانب الهوية و رخصة القيادة و بعض كروت العناوين لبعض الشخصيات الغير مهمة، كرت جديد لحسابي البنكي الجديد والفارغ حتما بانتظار راتبي الشهري ليعود فارغا بعد فترة ليست طويلة، للدخول في دوامة العمل و الراتب و الديون و التفاصيل الصغيرة، الصغيرة جدا.



"عليك ادخال هذا الرقم مرة واحدة عند أول استخدام للكرت الجديد، و من ثم عليك اختيار رقم سري جديد، احفظه و لا تدونه في أي مكان، و لا تعطيه لأحد، خصوصا عبر البريد الالكتروني أو برامج المحادثة أو الرسائل الهاتفية، و في حال ضياع الكرت عليك الاتصال على أحد الأرقام التالية: ..."

إحفظ الرقم، هكذا يقولون ... تنهدت طويلا و انا أعبر ليل المدينة الباردة.. رقم جديد علي ايجاده.. و حفظه أيضا .. و يجب أن يكون الرقم اعتباطيا تماما دون أي ارتباط بي و بما يجعلني أنا ... ولكن .. هل يعقل ذلك؟!

تنهدت طويلا .. ربما سأستخدم ذكرى لقصة حب عابرة، و لكن .. ربما سأنسى تلك الذكرى أيضا.. فهي عابرة .. هم يطبق على صدري .. وريثما أجد الحل .. سأتجنب تلك الالة قدر استطاعتي

***
سيجارة الكترونية

توقفت عن التدخين لأجل حبيبتي، و رغم كافة الوسائل المتبعة للبقاء بعيدا عن السيجارة ما تزال الرغبة بها دفينة، و ما زلت في حالة مقاومة مستمرة، فالمقاومة بالنسبة لي المنزلة الأرفع في الحب، و أكثرها رقيا، و أصالة، و انسانية.

منذ بضعة أيام جاء أحدهم  و بيده سيجارة الكترونية، لم أصدق في البداية.. و لكنها كانت حقيقية. أثارت فضول أحدهم لدرجة الدهشة، و كانت المحادثة بينهم عن تلك السيجارة طويلة، فهي لا تحترق في الحقيقة و انما تحمل ضوءا أحمرا في مقدمتها يضيء فقط كي تشعرك بأنها تعمل في الحقيقة، ربما لإكمال الطقس .. أو من باب تسويق المنتج ... لا أعرف بالتحديد

و المدهش أكثر هو الدخان الأبيض الذي يخرج من فمك عندما تدخنها، و هو في حقيقته مجرد بخار ... وهم يشابه لعبة الطفولة في الايام الباردة، عندما كنت طفلا كنت اضع  عودا خشبيا صغيرا في فمي ثم أنفخ الهواء الحار من جسدي ليتحول الى بخار يشعرني بنشوة الرجولة.. ذلك كان وهم الطفولة على كل الاحوال..

و يمكنك ايضا استخدام السيجارة الاكترونية أيضا في الطيارة و المكاتب و أينما ذهبت، ليس هناك قوانين تمنعها من الدخول لأية مكان، تضعها في جيبك ببساطة و تخرجها هكذا و في أية وقت و تدخنها قليلا ثم تعود الى الجيب دونما أية أضرار جانبية واضحة و معلنة ...ـ
أنا شخصيا ... سأختار حبيبتي .. لا تلك السيجارة

***

هوية

أحدهم حاول سرقة صفحتي الالكترونية منذ بضعة أيام ...  شعور غريب فعلا، أعرف من حكايات أبي و أصدقاؤه الذين أصبحوا أصدقائي أنا أيضا بأن "المناضلين" في الفترة الماضية كانوا يخشون العسس لخوفهم من اختراق حياتهم الخاصة، و تفاصيلهم الحميمة و غير الحميمة...

ما أشعر به يختلف عن ذلك .. و صفحتي الالكترونية لا تحمل تفاصيلا حميمة على كل الاحوال ... ما شعرت به كان شيء اخر .. و كأن هناك من حاول أن يسرق حقي في الوجود .. تلك الصفحة لم تكن سوى انعكاس ما لوجودي ... و بغض النظر عن أهمية ذلك الانعكاس عموما .. و لكنه حتما  جزء من ذلك الوجود.

ربما تشابه تلك التجربة من وقف بمواجهة كاتم الصوت يوما، سواء استطاع النجاة أم لا... في تلك اللحظة تحديدا تدرك بأن هناك من يغتالك، و يحرمك حقك في الوجود...

و لكنني أعاود نفسي و أقول ... نحن نتحدث عن انعكاس ما لوجودي، لا لحقيقته، و لذلك ... أعتقد أن التجربة تشابه من وقف بمواجهة كاتم الصوت في حلمه.. لا أكثر ..ـ

***
خاتمة

توقفت عن استخدام القلم إلا ما ندر في الفترة الأخيرة، لا أستخدمه حتى للكتابة!!ـ

اتساءل دوما حول شكل الأدب في الفترة القادمة، هل سيكتب الناس عن برامج التلفزيون أو صفحات الانترنت أو ملاحقة التقنيات الحديثة؟

هل نعيش هذه الأيام "الفترة القادمة" دون أن ندرك ذلك .. أو نعترف به بالحد الأدنى؟؟

ما الذي يحصل عندما يهدم الجدار العازل بين الحلم و الحقيقة، و يصبح الحلم هو الحقيقة؟

هل أصبح الحلم هو الحقيقية؟ أم الحقيقة أصبحت الحلم؟

  هل نستيقظ؟

***



فراس محادين
2 – 2 - 2012


No comments: