Wednesday, November 26, 2008

قصيدة قصيرة جدا


بحث بين ظلال أوراقه على تلك المنضدة ..
نملة عابثة تهرب من شمعته .. معلقةٌ بين أقدامها الصغيرة، و بين ظله على الخشب القديم ... لتلك المنضدة

بحث مجددا ... خيبةٌ أخرى ...
أقلام بلا حبر .. صمت بلا تنهيدة ..
بقايا قلم رصاص في يده المرتعشه ..

عاد إلى ورقته ... خربشات هنا و هناك .. رسوم لأشياء غير موجودة ..
سطور فارغة .. و ثلاث كلمات:
"أحبكِ .. و هذا يكفي"

كلماته تهرب منه .. تخبو في داخله .. يحاول اللحاق بها .. خيبةٌ أخرى ..
كلماته تهرب منه .. تطفو فوق أسطح المدينه ..

بحث مجددا .. نقود معدنية بلا ثمن .. صور .. علبة كبريت .. أقلامه الجافة .. فواتير ...
و تذكرة حفل موسيقي .. ذلك الحفل .. في تلك الليله ..
رآها ... للمرة الوحيدة ..

تلك الليله .. عبر ظله أمامها ... عانق ظله جسدها .. تنشقها ..
لم تره .. تلك الليله ... رآها للمرة الوحيدة ...

بقايا قلم الرصاص على تلك الورقة .. خيبةٌ أخرى ...
نزف صمتا .. لم ينزف حبرا .. ولا حتى رصاص ...

عدل من جلسته و ابتسم ... قال:
"أحبكِ ... و هذا يكفي"


فراس محادين
القاهرة - 26 نوفمبر 2008

Sunday, November 16, 2008

تأمل خارج الزمن

تك تاك ... تك تاك .... تك..

نعبر تلك اللحظات ... في انتظار مستمر لضيف ثقيل الظل ... متأخر دائما عن موعده...

تمثل تلك اللحظات، متسمرة أمامنا ... نعبر ... نودعها .... نتركها خلفنا...
و نستمر في الانتظار...

***

غريب ذلك الشعور ... تدفق مستمر لتلك الثواني ...
تمر مسرعة بلحظات تغمرها الفرحه .. نودعها بلا اهتمام ...
و خلف تلك الشموع ... نجتر تلك الثواني ... نهرب من هزائمنا .. و نغرق في تلك العقارب الرقمية ...

***

انتظار مستمر ... انتظار بلا جدوى للثواني نفسها ...
دقائق ... ساعات ... عقود العمر ... تجري خلف تلك الثواني ...

نجري خلف تلك الشعيرات البيضاء ... عد دائم ..

تاك .. تك تاك .. تك تاك ...


فراس محادين
القاهرة .. 16 تشرين الثاني/2008